م . د. نضال عبد الجبار الخفاجي

كلية التربية الاساسية - قسم اللغة العربية


الرئيسية

0إنّ لغتنا العربية معجزة الله في كتابه المجيد، وقد حباها تعالى بالتفضيل إذ قال سبحانه: ﴿وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنْ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ [سورة طه:113]. وقال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا﴾ [سورة الشورى:7]. وغير ذلك من آيات الذكر الحكيم المباركة، ولعلَّ الرسول الكريم قد أبلغ إذ قال: ((أحبُّ العربية لثلاث: لأنّي عربي، ولأنّها لغة القرآن، ولأنها لغة أهل الجنة)).
كما استطاعتْ لغتنا الشريفة أن تجسِّدَ إرثنَا الحضاريّ، والأدبيّ، والعلميّ، والاجتماعيّ، والسياسيّ على مرِّ العصورِ، ممَّا زاد من مسؤوليةِ أبنائِها تجاهها، وبات الواجب الشرعيّ والقوميّ يُحتّم علينا إعلاءِ مكانتها بين اللغاتِ الإنسانيَّةِ، وليس بغريب تمجيد اللغة العربية بين اللغات في عصر يموج بالرؤى، وتضطرب فيه المفاهيم، فإنّنا اليوم أمام تحدٍ كبيرٍ يجب علينا في خضمِّه أن نوجه أبناءنا إلى الاعتزاز بلغتهم وتنمية شعورهم بالحفاظ على لغتهم نطقاً وكتابة، ونحثُّ وسائل الإعلام لتكثيف نشر الوعي اللغوي بين أبناء المجتمع؛ لئلا تحدث فجوة خطيرة بين ثقافتنا وديننا، وبين الواقع الذي نعيش فيه، ومن هذا المنطلق ندعو طلابنا الأعزاء إلى إعلاء مكانة اللغة العربية، وبخاصة في المحافل الثقافية والأكاديمية، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، وفي مخاطباتهم اليومية. ويجعلوا جوهر رسالتهم الحفاظ على سلامة هذه اللغة وفصاحتها. فالهدف الأسمى لقسمنا تخريج طلاب مسلحين بالمعرفة، والثقافة اللغوية والأدبية؛ ليكونوا منارات علمٍ تهتدي بهم الأجيال اللاحقة.