أ.م.د . حمدي إسماعيل أحمد

كلية التربية - قسم اللغة العربية


الرئيسية

التكامل في إعداد المواد التعليمية
حمدي اسماعيل الكلي
التعليم ليس مجرد نقل المعرفة العلمية إلى المتعلم بل عملية تتهم بنمو المتعلم من الجوانب المعرفية والوجدانية والمهارية وبذلك أصبحت المهمة الأساسية في تدريس الطلبة هي تعليمهم كيف يفكرون للوصول على حل المشكلات من خلال استخدامهم طرائق تدريس حديثة، وعملية التعليم تهدف إلى إحداث تغيير في سلوك المتعلم، سواء أكان معرفيا أو حركياً ، ويأتي ذلك من الاهتمام ببرامج الإعداد وتنظيم محتواها ويرتبط بمجالات معرفية و وجدانية ونفسحركية لذا ان عملية إعداد ملاكات تعليمية مؤهلة ذات فاعلية يرتبط بأدائهم كما تظهر في نوع الإعداد الذي يتحقق كمدخلات ومخرجات في الجامعات والمعاهد، وان نجاح العملية التربوية يواجه صعوبات كبيرة إذا لم تتوافر لها الإستراتيجية والطريقة التدريسية المناسبة التي تسير بالعملية التعليمية بالوجه الصحيح حيث كلما كانت طريقة التدريس ملائمة للموقف التعليمي ومناسبة لمستوى نضج الطلبة وذكاءاتهم وقدراتهم كانت أكثر عمقاً وأكثر فائدة فالإستراتيجية التدريسية تعد من الأدوات الفعالة في العملية التربوية ،لا نها تلعب دوراً أساسياً وفعالاً في تنظيم الحصة الدراسية، وتناول المادة العلمية ولا يستطيع المدرس الاستغناء عنها ،فمن دون إستراتيجية تدريسية يتبعها المدرس لا يمكن تحقيق الأهداف التربوية العامة والخاصة ،وبما أن الإستراتيجية تحدد من قبل المدرس معتمداً على بعض الأسس مثل المادة العلمية ،والمرحلة الدراسية للطلبة ،والأهداف وغيرها من العوامل ،فان تفاعل المدرس والطلبة يعتمد بشكل أساسي على الإستراتيجية الصحيحة التي يتبعها المدرس في غرفة الصف.
وتكمن أهمية الإستراتيجية في ثلاثة محاور رئيسة: المدرس، الطالب، المادة العلمية، فبالنسبة للمدرس فان الأسلوب والطريقة التدريسية الجيدة تساعده في الوصول إلى أهدافه بوضوح وبتسلسل منطقي ،أما الطالب فان الإستراتيجية التدريسية تتيح له إمكانية متابعة تدرج المادة الدراسية بشكل صحيح ،وكذلك توفر له الانتقال المنتظم بين أجزاء المادة ،وأما من حيث المادة العلمية أو المعلومات والخبرات والمعارف فتنقل إلى الطلبة بهدف تنمية شخصياتهم للمشاركة في تنمية المجتمع.
ونظراً للتقدم الحاصل في الخبرات والمعارف ونتيجة التطور العلمي والمعرفي والتكنولوجي ،وانتشار التعليم وتقدم مؤسساته وتباين مستوياته ،والتنوع في أهدافه وشموليته لجميع المواطنين بالمجتمع، وكذلك نتيجة لتطبيق مفاهيم ومبادئ حقوق الإنسان ،وانتشار مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية، لذلك أصبحت هناك حاجة ماسة لإيصال العلم و المعرفة والمهارة بأسرع وقت ممكن وأقل جهد وأقل تكلفة وأعلى مستوى وكفاية ممكنة الى الطالب فمن الاجدر الاعتماد على إستراتيجية حديثة في التدريس لها فاعلية في تحسين مستوى إدراك الطلبة ورفع قدراتهم العقلية وتنمية ذكاءاتهم المتعددة ورفع مستوى تحصيلهم العلمي وذلك من خلال استبقاء أثر التعلم في أذهانهم لمدة أطول ،ويتم ذلك من خلال تخطيط مسبق لإجراءات التدريس من قبل المدرس باعتماد استراتيجيات متنوعة وحديثة غير تقليدية او قديمة تعتمد على الالقاء في التدريس وانما يجب تنمية قدرات الطالب الجامعي من خلال تعليمهم استراتيجيات حديثة في التدريس حتى تحقق التفاعل المطلوب بين المدرس والطلبة والمادة العلمية داخل غرفة الصف ومن ثم تحقيق الأهداف المنشودة وهذا ما يحقق تعلماً ناجحاً ومن خلاله يتم تنمية قدرات الطلبة باعتماد الوسائل والأنشطة التعليمية وخلق الدافعية نحو تعلم المادة الدراسية ،زيادة على ذلك نجد أن استخدام أكثر من طريقة في الحصة الدرسية من الأمور التي تركز عليها الاتجاهات التربوية التطورية الحديثة، وأن التكامل التدريسي هو صفة من صفات الكثير من الأنظمة التربوية، وأن ما ينطبق على استخدام التكامل في إعداد المواد الدراسية، يمكن أن ينطبق على تدريس المواد التعليمية في الحصة الدرسية، لأن نجاح عملية التدريس يتحكم به مجموعة من العوامل، كان اختيار الطرائق المناسبة من أهمها.