يعد التدريسي من اعظم مظاهر التقدم في ايامنا المعاصرة , فهو الحافظ لتراث الحضارة والناقل له من جيل لآخر , وهو عامل من عوامل النهضة تعتمد عليه المجتمعات في تحقيق اغراضها وبلوغ غاياتها , فعضو هيئة التدريس (المعلم) مسؤول عن استقرار الحياة الشعبية , وجهوده تقاس بالرقي الاجتماعي الذي اسهموا في تحقيقه, لأن مهمتهم لاتشمل على نقل التراث فحسب وانما تحسينه وتوجيهه نحو المثل العليا.
وما يعظم مسؤولية عضو هيئة التدريس ان تطور الحياة الاجتماعية والاقتصادية جعلته عاملاً من عوامل النهضة تعتمد عليه الدول في تحقيق اغراضها وغاياتها , غير ان ارتقاء المعرفة العلمية وتقدم تطبيقاتها , وازدياد التغييرات الحضارية والثقافية جعلت مهمته شاقة ومعقدة كون ان الاحوال تتبدل بتبدل الازمان, لذلك فأن المعلم الصالح يجب ان يكون حكيماً وملما بمجريات الاحداث ومصلحاً اجتماعياً مثالياً , وان تجتمع فيه صفات الكمال , وان يكون قدوة للمثل الجميلة مدركاً لحقوقه وواجباته, مطيعاً للقوانين , متحلياً بمكارم الاخلاق , مشبعاً بروح التضامن الاجتماعي قادراً على مواجهة الصعاب , شديد الرغبة في توسيع معرفه وتجديدها , مرن التفكير قادراً على تبديل موقفه من الاشياء بتبدل المواقف والشروط , جيد الفهم والتصور لكل مايقال , مزوداً بالثقافة العامة والمهنية التي تهيئ اسباب النجاح في عمله , فضلاً عن عدد من الصفات التي يتصف بها كالصبر والاتزان والعطف والمحبة مترفقاً عن المطامع , عزيز النفس محباً للخير, جيد النطق بسيط التعبير, حسن الاشارة, معتدل الشمائل متين الاعصاب, قادراً على تحمل المشاق, محيطاً بالمادة التي يدرسها ومؤمناً بقيمها, جيد الفهم والتصور, ومرتب المعلومات وسريع الخاطر, ماهراً بطرق التدريس.
ان من بين اهداف عضو هيئة التدريس احداث تغيير نوعي في الحركة العلمية وتنويع الدراسات والبحوث العلمية والاختصاصات الفنية واعداد العلماء والمفكرين والاساتذة الجامعيين والخبراء والمتخصصين ورعاية وتشجيع مواهب الابداع والابتكار , لذلك فأن مسؤوليات التدريسي لاتقتصر على التزاماته تجاه الجامعة , انما تتعداها الى التزاماته تجاه المجتمع والبيئة المحلية , وما يؤديه من واجبات اكاديمية كالتدريس والبحث فضلاً عن اشرافه على الطلبة , والاهتمام بمشكلاتهم وتوجيههم من الناحيتين العلمية والشخصية.
ا.د.عبدالقادر محمد نوري جاسم